أسماء المسيح فى القرآن
ذكر القرآن مجموعة من الأسماء للمسيح، ومنها:
1. المسيح: جاء في سورة آل عمران 45: 3 "اسمه المسيح عيسى ابن مريم" حيث ورد اسم "المسيح" أحد عشرة مرة في القرآن (النساء 157: 4و171،172؛ والمائدة 17: 5و72و75؛ والتوبة 30: 9و31). وقد اختلف مفسرو القرآن في تفسير معنى كلمة المسيح، ومما قالوه:
سمي المسيح لأنَّهُ كان لا يمسح ذا عاهة إلاّ برئ من مرضة.
المسيح أي الممسوح بزيت البركة.
لأن الجمال مسحه أي أصابه وظهر عليه.
سمي كذلك لأنَّهُ مسح بالطُهَرِ من الذنوب.
المسيح أي الصِّديق.
سمي المسيح لكثرة سياحته.
المسيح اسم لعيسى غير مشتق، وقد سماه الله به.
نلاحظ هنا بأنَّ هذه المعاني الّتي أعطاها المسلمون للمسيح، وإنه قصّرت في إعطاء المعنى الحقيقي للكلمة، فإنّها تدلُّ على امتيازات فريدة للمسيح: فهو الطّبيب الشّافي الممسوح بروح البركة، والخالي من الذّنوب والخطايا، فهو الصّديق والّذي جماله بارع وظاهر، وهذه الصّفات، سواء اعترف بذلك علماء المسلمين أم لا، تفوق صفات البشر. ويعترف القرآن والنّبي بصراحة أنَّ جميع البشر خطاة باستثناء المسيح، أي أنَّهُ وضع المسيح فوق البشر جميعاً.
2. كلمة الله: ورد اسم كلمة الله للمسيح في ثلاث آيات في القرآن: في سورة النّساء 171: 4 "إنّما المسيحُ عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه" وفي سورة آل عمران 39: 3 "إنَّ الله يبشِّرُك بيحيى مصدِّقاً بكلمةٍ من الله" وفي آل عمران 45: 3 "إذ قالت الملائكة يا مريم إنَّ الله يبشِّركِ بكلمةٍ منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهاً في الدّنيا والآخرة ومن المقرّبين". وهنا أيضاً تعدّدت التّفاسير والرّوايات الإسلاميّة لمعنى "كلمته" أي كلمة الله، ومّما قالوه:
سمّيَ عيسى كلمته لأنَّهُ كان بكلمة الله تعالى الّتي هي "كن" فكان من غير أب (القرطبي وابن كثير وغيرهم).
كلمته أي رسالته لمريم (أبو عبيد في تفسير القرطبي).
كلمة من الله أي كتاب من الله (الرازي).
جمع الله بين الصورة والروح، فكان نشأة تامة ظاهِرهُ بشر وباطنه ملك، فهو روح الله
وكلمته (ابن العربي).
قالت أم يحيى (يوحنّا المعمداني) لمريم: "إني أجد الذي في بطني يسجد للذي في بطنك"
فذلك تصديقه بعيسى وسجوده في بطن أمه (ابن عباس والطبري وابن كثير والقرطبي وغيرهم).
وكلمته هو كقوله "كن فيكون" (قتادة في تفسير ابن كثير).
وقيل سمّي كلمة لأنَّ النّاس يهتدون بِهِ كما يهتدون بكلام الله تعالى (القرطبي).
وقيل الكلمة هنا بمعنى الآية (القرطبي).
ورغم تعدّد هذه التّفاسير، إلا إنّنا نجدُ أنَّ التّفسير الأكثر رواجاً هو القول بأنَّ المسيح خلق بكلمة "كان" في أحشاء مريم. ولكن بالعودة إلى الآيات القرآنيّة الّتي تتحدّث عن "كلمته" أي كلمة الله، وعن "كلمةٍ منه" و"كلمة من الله"، لا نجد أيّة إشارة لعمليّة خلق للكلمة حيث لا وجود لكلمة "كُن"، بل لدينا بشارة بميلاد الكلمة، وتصديقاً لهذه الكلمة، وكذلك إلقاء لهذه الكلمة إلى مريم. أي إنّ الكلمة كان موجوداً قبل إلقائه إلى مريم. كذلك فإنَّ "الكلمة" تشير بوضوح إلى شخص، أي كائن حي له اسم هو المسيح، ولا تشير إلى فعلٍ نهائيّاً. وهكذا فإنَّ التّفاسير الإسلاميّة لا تعدو إلا محاولات بائسة لنفي وجود الكلمة، أي وجود المسيح، قبل أن تحمله القدّيسة مريم العذراء في أحشائها، وبديهي أنّ الوجود السّابق للولادة ينفي أن يكون المسيح مخلوقاً، بل مولوداً من العذراء مريم، فهو بالتّالي مولود غير مخلوق، وهذا دليل على أزليّته ثمّ تجسّده كإنسان بالولادة من مريم العذراء. وبما أنَّ يسوع المسيح هو كلمة من الله، لذلك فإنَّ الإستنتاج المنطقي هو أن يسمّى "ابن الله". وهذا يطابق ما جاء في الإنجيل المقدّس "في البدء كان الكلمة، والكلمةُ كانَ عند اللهِ، وكان الكلمة الله" و"الكلمة صار جسداً وحلَّ بيننا، ورأينا مجده مجداً كما لوحيدٍ من الآب، مملوءاً نعمةً وحقّاً" (يوحنّا 1: 1 و14).
3. روح منه: دعي المسيح "روح منه"، أي من الله، مرّة واحدة في القرآن في سورة النّساء 171: 4 "إنّما المسيحُ عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه". وهنا يواجه المفسّرون المسلمون مشكلة كبرى في تفسير معنى "روح منه" على الرّغم من أنّهم يتحاشون القول بوجود هذه المشكلة، فقد جاء في سورة الإسراء 85: 17 "ويسئلونك عن الرّوح قل الرّوح من أمر رّبي". وبحسب الرّواية الإسلاميّة، إنَّ مناسبة تنزيل هذه الآية كانت عندما تحدّى اليهود نبي الإسلام أن يشرح لهم معنى الرُّوح"، فأنزَلَ الله على محمد هذه الآية الّتي تؤكِّد أنَّ الله فقط يعرف المقصود بكلمة الرّوح. ولكن علماء المسلمين لم يقتنعوا بهذا الاعتراف القرآني الصّريح بجهل النّبي محمد نفسه لمعنى الرّوح، ولذلك تفنّنوا في وضع الرّوايات والمعاني لتفسير هذه الكلمة، وما يهمّنا هنا هو تفسيرها في سورة النّساء 171: 4، أي في ارتباطها مع شخص المسيح الّذي يُسمَّى هنا "روح منه"، وممّا قالوه في تفسير هذا الاسم:
وروح منه أي من خلقه ومن عنده (ابن كثير).
وروح منه أي ورسول منه (مجاهد في تفسير ابن كثير).
وروح منه أي ومحبّة منه (كثيرون قالوا ذلك في تفسير ابن كثير).
وروح منه أي رحمة منه أو برهان منه (القرطبي).
ورغم تناقض هذه التّفاسير واضطرابها، فهي مقبولة عند المسلمين ما دام المعنى لا يقول بأنَّ المسيح كائن روحي، أي ليس مثل البشر، بل يفوقهم، فهم روح من عند الله. ولكن النص لا يحتاج إلى اجتهاد وتأويل وفتاوٍ غريبة، فهو يقول "روح منه"، أي أنَّ المسيح روح من الله الروح، أي له نفس طبيعة الله الرّوحيّة، فهو بالتّالي الكائن الرّوحي العجيب، الّذي جاء من السّماء، وأخذ جسداً بشريّاً في أحشاء مريم، وولد في العالم بصورة إنسان كامل، فهو الرّوح المتجسّد الآتي "منه" أي من الله، أي إنَّه ابن الله المتجسّد ذو الجوهر الرّوحي الواحد مع الله.
4. قول الحق: ورد هذا الاسم مرّة واحدة في سورة مريم 34: 19: "ذلك عيسى ابن مريم قول الحقِّ الذي فيه يَمْتَرون" ويفسّر المسلمون فعل "يَمْتَرون" بمعنى "يصرفون عن الحق مع وجود الدّليل على عملهم" (الجلالان وغيرهم)، وهم يقصدون بذلك المسيحييّن، أي إنَّ علماء تفسير القرآن يتّهمون المسيحييّن بالغُلوُ في أمر المسيح وعدم ذكر الحقيقة، ولكننا نجد أنَّ كل كتب التّفسير الإسلامي للقرآن تعمل باجتهاد على إعطاء تفاسير غريبة، بل ومستهجنة، لما جاء في الإنجيل المقدّس. وعلى الرّغم من هذا الاتّهام الباطل بحق المسيحييّن، إلا إنَّ ذلك لن يمنعنا من إعادة توجيه الأبصار والأفكار إلى هذا الاسم الرّائع "قول الحق"، حيث يعترف جميع المفسّرين المسلمين بأنّ الحق هنا هو الله، وبالتّالي فالمسيح هو قول الله بعينه. وبما أنّ هذا الاسم لم يأت مرتبطاً مع ولادة المسيح، لذلك لم يقل أي عالم مسلم هنا أنّ كلمة "قول" هي الفعل "كن" كما قالوا في تفسيرهم لكمة "كلمته"، وهكذا لا نجد توسّعاً في شرح مدلول معنى "قول الحق" فهو اسم جليل للمسيح، لأنّه قول الله أي كلمة الله بالمعنى المطلق، وكلمة الله جاء إلى العالم في صورة المسيح، أي إنَّ الكلمة أو القول صار إنساناً هو المسيح ابن الله.
5. ورد في القرآن أسماءٌ وصفات أخرى للمسيح، وجميعها تبرهن على عظمة وسمو وكمال المسيح، بالرّغم من محاولات مفسّري القرآن في التّقليل من شأن هذه الأسماء، ومنها آية للنّاس (مريم 21: 19) وآية للعالمين (الأنبياء 91: 21) آية (المؤمنون 50: 23) غلاماً زكيّاً (مريم 19: 19) رحمة منّا-أي من الله-(مريم 21: 19) من الصّالحين (آل عمران 46: 3 والأنعام 85: 6) وبرَّاً بوالدتي (مريم 32: 19) مباركاً (مريم 31: 19) السّلام عليَّ-أي على المسيح-(مريم 33: 19) وجيهاً في الدّنيا والآخرة (آل عمران45: 3) عِلمٌ للسّاعة (الزخرف61: 43.أنظر أيضاً لقمان 34: 31وفصلت 47: 41) شهيداً (النساء 159: 4والمائدة117: 5).
ما هو سر شخصية يسوع المسيح؟
ومن هو عيسى بن مريم؟
من هو ذلك الشخص الفريد الذي شطر التاريخ بمجيئه الى شطرين: "قبل المسيح" و"بعد المسيح"؟
من هو ذلك الشخص الذي صار موضوع كتب ومؤلفات لا حصر لها؟
من هو ذلك الشخص الذى صار الهامًا لابداع الانسان الفكري والفني في الحضارة المعاصرة؟
من هو ذلك الشخص الذي صار ينبوعًا حيًا لملايين البشر الباحثين عن شبع نفوسهم وارواحهم؟
من هو هذا الشخص الذي كشف لنا سر الله حيث الحب غير المحدود لخليقته الانسان؟
لا شك انك قرأت عن السيد المسيح عيسى في القرآن الكريم ولكن هل عرفت فيه مكانة المسيح الحقيقية؟
ان ما يزيدنا معرفة بمنزلة المسيح الفريدة في القرآن الكريم هي تلك الالقاب التي اطلقها عليه. فالقرآن يمنح المسيح العديد من النعوت والصفات والاسماء مما يجعلنا نكتشف الكثير عن سر شخصية المسيح ومما يجعله فريدًا مميزًا عن سائر الانبياء. تقع هذه الالقاب القرآنية عن السيد المسيح في نوعين: القاب نبوية والقاب الهية.
القاب نبوية: انها تميز المسيح كنبي عن كل الانبياء واليك هذه الالقاب كما وردت في القرآن الكريم.
1- عيسى: ربما اخذ القرآن هذا الاسم عن اللغة اليونانية أي "ايسو" الذي وصل الى الجزيرة العربية فنطق عيسى. اما اصل الاسم في اللغة العبرية هو "يشوع" ومعناه المخلص، وهو الاسم الذي اطلقه عليه الملاك جبرائيل حين بشر يوسف بحبل مريم العذراء قائلا: "فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم." (انجيل متى 21: 1) فالمسيح اذا هو المخلص.
2-ابن مريم: ينسبه القرآن الى امه تشريفًا له ولها حيث يشهد القرآن بميلاده بقوة الروح القدس من عذراء فهو الوحيد بين الانبياء من دون أب بشري ونقرأ في سورة مريم 17-20 "فأرسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا..قالت انّى يكون لي غلام ولم يمسني بشر.."
3- الغلام الزكي: نقرأ في سورة مريم 19 "قال انما انا رسول ربك لأهب لك غلامًا زكيًا" فالمسيح وحده ولد من عذراء، ووحده ولد بدون مس الشيطان له رغم اقرار القرآن بهذا المس الشيطاني لكل انسان فور ولادته. لكن المسيح كان زكيًا روحًا ونفسًا وجسدًا، فوحده عاش طاهرًا بريئًا من الذنوب (البيضاوي).
4- المبارك: نقرأ في سورة مريم 31 "وجعلني مباركًا أينما كنت"، فأي نبي خصه الله بهذه البركة كل ايام حياته؟ أي نبي لم تفارقه البركة في لحظات الضعف؟ وحده المسيح عيسى هو المبارك دائمًا.
5- النبي: ما يميز عيسى في نبوته ان القرآن اعتبره نبيًا منذ ولادته في حين ان باقي الانبياء جميعًا بدأوا رسالتهم في سن متأخرة، ونقرأ في سورة مريم 30: "قال اني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيًا". كذلك فالسيد عيسى هو وحده من تعلم من الله مباشرة دون واسطة الملائكة كسائر الانبياء كما نقرأ في سورة آل عمران 48: "ونعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل".
6- الرسول: قال مفسرو الاسلام ان الرسول هو النبي الذي يختصه الله بشرع جديد مثل ابراهيم وموسى، اما عيسى فكان "رسولا الى بني اسرائيل" (سورة آل عمران 49) حيث جاء بالانجيل بعد التوراة.
7- البتول: لا يذكر القرآن انه كان لعيسى زوجة او اولادًا، ولا يلمح حتى الى اية علاقة له مع النساء. فوحده مع يحيى ابن زكريا كان "حصورًا"، لقد ولد من بتول وعاش بتولاً الى ان مات وقام وارتفع الى السماء.
8- المثل: نقرأ في سورة زخرف 59 "جعلناه مثلاً لبني اسرائيل" فالقرآن لا يعرض غير عيسى مثلاً للناس، فمن من الانبياء فضله الله ليكون مثلاً في القداسة والبر وطاعة الله.
9- الشفيع: نقرأ في سورة آل عمران 45 "ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهًا في الدنيا والآخرة" لقد اجمع المفسرون على ان الوجاهة في الدنيا هي النبوة وفي الآخرة تعني الشفاعة، وهي الشفاعة التي لم ينسبها القرآن لأي نبي آخر على الاطلاق. ويشرح الرازي معنى الوجاهة في هذه الآية: هي براءته من العيوب في الدنيا، كثرة ثوابه في الآخرة، استجابة دعائه في الدنيا وعلو درجته ومنزلته في الآخرة. اذا فالمسيح الحي الآن في السموات يشفع في كل من يؤمن به.
10- رحمة من الله: الرحمة هي رفع العقاب الواجب، لذلك جاء عيسى رحمة للناس لأنه اخذ على نفسه كل عقاب خطايا العالم على الصليب لكي يخلص كل من يؤمن به من عقوبة الخطية ودينونتها. نقرأ في سورة مريم 21: "قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا".
11- علم الساعة: نقرأ في سورة زخرف61: "انه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم"، أي ان ساعة يوم القيامة سوف تعلن وتعلم بعيسى، فهو من اشراط الساعة.
12- آية للعالمين: نقرأ في سورة الانبياء 61: "فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين" لقد ولد سيدنا عيسى بآية وعاش بآيات ومعجزات اتى بها وجاءت نهاية حياته على الارض آية بموته وترفيعه حيا الى السموات.
القاب الهية: وهي القاب قرآنية ترفع المسيح عيسى من مرتبة المخلوق الى صلة ذاتية خاصة بالخالق، اذ هو وحده من "المقربين" كما سماه القرآن، واليك بعض هذه الالقاب القرآنية عن المسيح:
1- قول الحق: نقرأ في سورة مريم 34 "ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون". ان كان الله، عز وجل، هو الحق فبهذا اللقب يرتفع المسيح فوق كل الانبياء والرسل..حيث له صفة خاصة بذات الله الا وهي الحق.
2-كلمة الله: نقرأ في سورة النساء 171 "لا تقولوا على الله الا الحق انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته". حسب تفسير الرازي ان كلمة الله هي صفة قائمة بذات الله وبالتالي فإن المسيح عيسى ليس مجرد نبي بشري بل هو منبثق من ذات الله الخالق.
3- روح الله: نقرأ في سورة النساء 171 "المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه". ليس مثل المسيح عيسى هنا كمثل آدم او مريم الذين نفخ الله فيهما من روحه بل انه روح من الله ملقى في مريم. فحين يرد القول عن النفخ من روحه يعبر بذلك عن صدوره من الله، لكن قوله "روح منه" يعبر عما هو في ذاته. فلما كان روح الله هو ذات الله لأن الله لا يتجزأ، ولما كان الله نفسه هو روح ازلي سرمدي، فان روح الله هو الله تعالى.
وهنا يطرح السؤال نفسه: لماذا خص الله عيسى ابن مريم وحده بكل هذه الصفات والميزات؟ وما هو سر سمو المسيح عيسى وتفرده عن باقي الانبياء؟
مع ان القرآن يشهد بسمو وتفرد وتميز المسيح، الا انه لا يوضح لنا اسبابه. لذلك تبقى الكلمة الاخيرة في سر شخصية المسيح في الكتاب المقدس. فالمسيح هو المحور والمركز والهدف في الكتاب المقدس، بجزئيه العهد القديم (التوراة) والعهد الجديد (الانجيل). فالمسيح في التوراة هو ترتيب الله تعالى لخطة الخلاص للانسان من الموت الروحي والتي بدأت بعد السقوط مباشرة في سفر التكوين. فكانت التوراة بكل اسفارها بمثابة مقدمة طويلة لمجيء المسيح وعمله ورسالته، فصار الكتاب المقدس رحلة طويلة مع الله في شخص السيد المسيح. فماذا عن هذه الرحلة التي تكشف عن سر السيد المسيح رويدًا رويدًا، سفرًا بعد سفر، من سفر "التكوين" الى "الرؤيا"..هيا نكتشف معا سر السيد المسيح في رسالة قادمة لو شئت؟